منتديات وطن على وتر
اهلا و سهلا بك زائرنا الكريم يسعدنا ان تنضم لاسرة منتدانا بأن تقوم بالتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات وطن على وتر
اهلا و سهلا بك زائرنا الكريم يسعدنا ان تنضم لاسرة منتدانا بأن تقوم بالتسجيل
منتديات وطن على وتر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حكم التارك للصلاة تكاسلا

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

حكم التارك للصلاة تكاسلا Empty حكم التارك للصلاة تكاسلا

مُساهمة من طرف st552 الأربعاء يناير 27, 2010 4:25 pm


حكم تارك الصلاة تكاسلا



تنتشر على مواقع الإنترنت وفي بعض الصحف فتاوى عن حكم تارك الصلاة تكاسلا ، ويقضي كثير منها بكفره وما يترتب على هذا التكفير من بطلان عقد الزوجية وأنه إذا مات لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مدافن المسلمين. وكثير من هذه الفتاوى يتم نشرها بدون تفاصيل وبدون ذكر أقوال أهل العلم في هذه المسألة الكبيرة التى حولها نزاع مشهور بين كبار العلماء. وبسبب هذه الطريقة الغير مسئولة في العرض ، فعادة ما ينشب خلاف شديد وتراشق بين من يقرأون هذه الفتاوى المبتسرة ، وكنت دائما أرغب في توجيه هذه الجموع المختلفة من الشباب إلى كتاب مختصر حول هذا الموضوع المهم ، فأجد هذه الكتب فيها من البسط والاستفاضة ما يصعب على طبيعة الشباب أن يرجعوا إليها.

فاستخرت الله تعالى أن أجمع في رسالة مختصرة أقوال العلماء المختلفة وأدلتها ، ثم أسباب ترجيح قول الجمهور عسى أن تكون رسالة سهلة لشرح هذه المسألة وأن تحفظ لسلفنا هيبتهم وقيمتهم في نفوس الشباب.

أجمع علماء السلف والخلف على كفر تارك الصلاة جحودا وإنكارا.


كما أجمعوا على أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من اعظم الذنوب وأكبر الكبائر وأن إثمه عند الله أكبر من إثم قتل النفس وأخذ الأموال ومن إثم الزنا والسرقة وشرب الخمر وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة ، ولكنهم اختلفوا فى الحكم بكفره على أقوال ثلاثة معتبرة لأئمة العلم المتبعين:

القول الأول: قول جمهور العلماء من السلف والخلف أن تارك الصلاة تكاسلا لا يكفر وإنما يرتكب بذلك إثما عظيما وجرما كبيرا ، ولا يحكم بردته عن الاسلام ، وهذا قول أبي حنيفة ومالك والشافعي ، وأدلتهم في ذلك:

1. عموم قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) النساء:48.

2. أنهم قالوا : ثبت له حكم الإسلام بالدخول فيه فلا نخرجه عنه إلا بيقين.

3. الأحاديث الكثيرة الصحيحة التي وردت في فضل الشهادتين وأن من نطق بهما معتقدا بهما حقن دمه وماله وكان في زمرة المسلمين. وهذه الأحاديث وغيرها تمنع من التكفير والتخليد في النار وتوجب من الرجاء له ما يرجى لسائر أهل الكبائر وهي أحاديث كثيرة جدا منها:

• حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وان محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل) متفق عليه.
• (عن انس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ومعاذ رديفة على الرحل يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا قال ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا حرمه الله على النار قال يارسول الله افلا اخبر بها الناس فيستبشروا قال إذا يتكلوا فأخبر بها معاذ عند موته تأثما ) متفق عليه.
• (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) متفق عليه.
• (من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة) متفق عليه.
• (لا يلقى الله تعالى عبد بهما -أى الشهادتين- غير شاك فيحجب عن الجنة) متفق عليه.
• (حرم الله النار على من قال لا إله إلا الله) متفق عليه.
• وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أسعد الناس بشفاعتي من قال لاإله إلا الله خالصا من قلبه) رواه البخاري.
• (من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة) رواه مسلم.
• (عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بآية من القرآن يرددها حتى صلاة الغداة وقال دعوت لامتي وأجبت بالذي لو اطلع عليه كثير منهم تركوا الصلاة فقال أبو ذر أفلا أبشر الناس قال بلى فانطلق فقال عمر إنك إن تبعث إلى الناس بهذا ينكلوا عن العبادة فناداه أن ارجع فرجع) رواه أحمد. والآية المقصودة قوله تعالى (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) المائدة: 118.

4. الحديث الصحيح الذى رواه أهل السنن عن عُبَادَة بن الصامت – رضي الله عنه – قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ ( خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ ). فكونه تحت المشيئة يفيد ببقائه على الإسلام وعدم كفره.


5. الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجه عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( يَدْرُسُ الإِسْلاَمُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْىُ الثَّوْبِ حَتَّى لاَ يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلاَ صَلاَةٌ وَلاَ نُسُكٌ وَلاَ صَدَقَةٌ وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِى لَيْلَةٍ فَلاَ يَبْقَى فِى الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ يَقُولُونَ أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا ) . فَقَالَ لَهُ صِلَةُ مَا تُغْنِى عَنْهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ مَا صَلاَةٌ وَلاَ صِيَامٌ وَلاَ نُسُكٌ وَلاَ صَدَقَةٌ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلاَثاً كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِى الثَّالِثَةِ فَقَالَ ( يَا صِلَةُ تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ . ثَلاَثاً).

6. الحديث الذي رواه أحمد وأهل السنن في قصة صاحب البطاقة الذي ينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر ثم تخرج له بطاقة فيها شهادة أن لا إله إلا الله فترجح سيئاته . ولم يذكر في البطاقة غير الشهادة ولو كان فيها غيرها لقال.

7. وقالوا إن الكفر جحود التوحيد وإنكار الرسالة والمعاد وجحد ما جاء به الرسول والذي يتكاسل عن الصلاة يقر بالوحدانية شاهدا أن محمدا رسول الله مؤمنا بأن الله يبعث من في القبور فكيف يحكم بكفره والإيمان هو التصديق وضده التكذيب لا ترك العمل فكيف يحكم للمصدق بحكم المكذب الجاحد ؟.




القول الثاني : تكفير تارك الصلاة تكاسلا وهو قول بعض أهل العلم والإمام أحمد وأدلتهم في ذلك كثيرة منها:


1. قوله تعالى (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلّوا سبيلهم) (التوبة: 5) وقال بعد ذلك: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين). (التوبة: 11) والآيتان تحكمان بأن تارك الصلاة لا عصمة لدمه ولا يستحق أخوة المسلمين .
2. قوله تعالى على لسان أصحاب النار بعد أن سألهم أهل الجنة من أصحاب اليمين (ما سلككم في سقر؟ ، قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين). (المدثر: 42). فأول ما ذكروه عن أسباب دخولهم النار أنهم لم يكونوا من المصلين.
3. قوله تعالى (وأقيموا الصلاة واءتوا الزكواة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ) النور:56 حيث علق سبحانه حصول الرحمة لهم بفعل هذه الأمور فلو كان ترك الصلاة لا يوجب تكفيرهم وخلودهم في النار لكانوا مرحومين بدون فعل الصلاة.
4. قوله تعالى (أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم في لما تخيرون أم لكم أيمن علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون ، سلهم أيهم بذلك زعيم أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين ، يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ) القلم : 43-35 ووجه الدلالة من الآية أنه سبحانه أخبر أنه لا يجعل المسلمين كالمجرمين وأن هذا الأمر لا يليق بحكمته ولا بحكمه ثم ذكر أحوال هؤلاء المجرمين وأنهم يدعون إلى السجود لربهم تبارك وتعالى فيحال بينهم وبينه فلا يستطيعون السجود مع المسلمين عقوبة لهم على ترك السجود له مع المصلين في دار الدنيا وهذا يدل على أنهم مع الكفار والمنافقين ولو كانوا من المسلمين لأذن لهم بالسجود كما أذن للمسلمين.


5. حديث مسلم عن جابر – رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ) .

6. وعن بريدة – رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) رواه الخمسة وصححه النسائي.

7. (من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما لنا وعليه ما علينا) رواه البخاري.

8. وعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يومًا فقال (من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لا يحافظ عليها لم تكن له نورًا ولا برهانًا ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبَيِّ بن خلف) رواه أحمد قال الهيثمي: ورجاله ثقات. وهؤلاء الأربعة المذكورون هم روؤس الكفر.

9. وعن بريدة – رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من ترك صلاة العصر حبط عمله). رواه أحمد والبخاري والنسائي.

10. ما رواه الترمذي - وصححه - عن عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي المتفق على جلالته قال (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ) وهذا مشعر بأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا متفقين على كفر تارك الصلاة.

11. قال ابن حزم (المحلى 1/242) وقد جاء عن عمر وعبدالرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أن من ترك صلاة فرض واحدة متعمدا حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد.

12. ما رواه محجن بن الادرع الاسلمي أنه كان في مجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم فأذن بالصلاة فقام النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع ومحجن في مجلسه فقال له (ما منعك أن تصلي الست برجل مسلم قال بلى ولكني صليت في أهلي فقال له إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت) رواه احمد والنسائي. فجعل الفارق بين المسلم والكافر الصلاة .




القول الثالث:
هو اختيار ابن تيمية في مواضع عديدة من فتاويه ، وهو اعتبار من يصلي أحيانا من المصلين في الجملة ، كأن يصلي الجمعة وبعض الصلوات والعيدين وفي المناسبات ، فإن هذا يكون مرتكبا لكبيرة من الكبائر وعلى هلكة عظيمة وخطر محدق ولكن لا يحكم بكفره ولا يفرق بينه وبين زوجه ويرث ويورث. وأما من كان لا يصلي أبدا ، لا جمعة ولا غيرها فإن هذا الأقرب أن يحكم عليه بالكفر.


وقد فند القائلون بكفر تارك الصلاة تكاسلا أقوال وأدلة الجمهور وردوها لأنها عامة وأدلة التكفير خاصة فتقدم ، كما استندوا إلى المنقول عن عدد من الصحابة – رضي الله عنهم – وكأنهم اتفقوا على كفر تارك الصلاة. ورأوا أن من لوازم الإيمان والشهادتين فعل الصلاة إذ كيف يكون عند الشخص إيمان مع تركه للصلاة التي هو عمود الدين والتي جاء من الترغيب في فعلها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يقوم بها ويبادر إلى فعلها. وجاء من الوعيد على تركها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يحذر من تركها وإضاعتها؟ فتركها مع قيام هذا المقتضى لا يبقى إيمانا لتارك الصلاة.

وأما الجمهور فقد صرفوا لفظ الكفر الوارد في عدة أحاديث على أن المقصود بها الذين يجحدون وينكرون وجوب الصلاة أو أن الكفر المذكور خلاف الكفر المخرج من الملة ، فأولوا مثلا قوله صلى الله عليه وسلم (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة) على معنى أنه يستحق بترك الصلاة عقوبة الكافر وهى القتل ، أو أنه محمول على المستحل ، أو على أنه قد يؤول به إلى الكفر، أو أن فعله فعل الكفار أو أنه كفر دون كفر أو أنه كفر عمل لا كفر اعتقاد كما ورد ذلك في أحاديث كثيرة لا يقصد بها الكفر المخرج من الملة ولهذا نظائر كثيرة جدا في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم:

• كقوله في الصحيحين (لاَ يَزْنِى الزَّانِى حِينَ يَزْنِى وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ) ، حيث نفى الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر وعمن لا يأمن جاره بوائقه وإذا نفي عنه اسم الإيمان فهو كافر من جهة العمل وانتفى عنه كفر الجحود والاعتقاد.
• وكذلك قوله (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) متفق عليه.
• وكذلك قوله (من أتى كاهنا فصدقه أو امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد) رواه أحمد وأصحاب السنن.
• وقوله في الصحيحين (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها احدهما).
• وقوله في الصحيحين أيضا (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).
• وقوله (لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم) متفق عليه.
• وقوله في صحيح مسلم (اثنتان في امتي هما بهم كفر الطعن في الانساب والنياحة على الميت).
• وقوله (من حلف بغير الله فقد كفر).

ففي كل هذه الأحاديث إنما أراد الكفر العملي لا الاعتقادي وهذا الكفر لا يخرجه من الدائرة الإسلامية والملة بالكلية كما لا يخرج الزاني والسارق والشارب من الملة وإن زال عنه اسم الإيمان.

ومثل هذا في القرآن ، وقد قال ابن عباس – رضي الله عنهما - في قوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) سورة المائدة :44 ليس بالكفر الذي يذهبون إليه.
قال طاووس سئل ابن عباس عن هذه الآية فقال هو به كفر وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله .
قال أيضا كفر لا ينقل عن الملة .
وقال سفيان عن ابن جريح عن عطاء كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق.


وقد ذكر السبكى فى طبقات الشافعية أن الشافعى وأحمد تناظرا فى تارك الصلاة فقال الشافعى : أحمد أتقول أنه يكفر؟ قال نعم ، قال إذا كان كافرا فبم يسلم ؟ قال : يقول لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه ، قال الشافعى : فالرجل مستديم لهذا القول لم يتركه ، قال : يسلم بأن يصلى قال : صلاة الكافر لا تصح ، ولا يحكم له بالإِسلام بها، فسكت أحمد.

ويترجح مما سبق قول الجمهور بعدم تكفير تارك الصلاة تكاسلا مع القول بأنه على خطر عظيم وأنه قائم على كبيرة من أعظم الكبائر. ومما يؤكد هذا الترجيح ما يلي:

• إن القائلين بتكفير تارك الصلاة تكاسلا ، قال بعضهم يكفر بترك صلاة واحدة عمدا ، وقال بعضهم بترك صلاتين وآخرون قالوا بترك صلاة يوم وليلة ، وهي كلها تحديدات لا دليل عليها. ولكن لنا أن نتصور فداحة تطبيق هذا الرأي على كل مسلم أو مسلمة ترك صلاة واحدة فيكفر – ونحن هنا نتكلم على الكثرة الغالبة من المسلمين الذين لوقلنا إن واحدا في الألف فقط من عموم المسلمين هو الذي لم يترك صلاة واحدة متعمدا حتى خرج وقتها لم نكن مبالغين في هذا التقدير – وبهذا الحكم ينفسخ تلقائيا عقد زواجه أو زواجها ويترتب على ذلك أمور هائلة بالنظر إلى أعداد المسلمين الذين يتركون صلاة واحدة.

• ما زال المسلمون في كافة البلاد يصلون على موتاهم ممن يتكاسلون عن بعض الصلوات على امتداد القرون ، وما زالوا يرثونهم ويورثونهم ويبقون معهم زوجاتهم وقوامتهم على أهليهم ويتمتعون بسائر حقوق المسلمين بلا نكير ، فكان إجماعا مشاهدا في كافة بلاد المسلمين.

ثم إن استتابة تاركي الصلاة وإقامة الحد عليهم مما يختص به أولو الأمر ، وما يعنينا أكثر نحن – أفراد المسلمين – أن نتفكر في مسئولياتنا تجاه تاركي الصلاة. فنشغل أنفسنا بدعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة وترغيبهم في طاعة الله وشرح عظم شأن الصلاة ومغبة التهاون فيها وأن نمتنع أن نزوجهم من بناتنا حتى يلتزموا بالصلاة ولا نوظفهم في أعمالنا حتى يشعروا بخطورة ما ارتكبوه بترك أعظم العبادات بعد التوحيد.




وأخيرا ، أنقل هنا هذه الكلمة النيرة للعلامة ابن القيم – رحمه الله - لتتضح أكثر معاني الكفر والإيمان الواردة فيما تقدم من أحاديث:

(..... معرفة الصواب في هذه المسألة مبني على معرفة حقيقة الإيمان والكفر ثم يصح النفي والإثبات بعد ذلك فالكفر والإيمان متقابلان إذا زال أحدهما خلفه الآخر
ولما كان الإيمان أصلا له شعب متعددة وكل شعبة منها تسمى إيمانا فالصلاة من الإيمان وكذلك الزكاة والحج والصيام والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل والخشية من الله والإنابة إليه حتى تنتهي هذه الشعب إلى إماطة الأذى عن الطريق فإنه شعبة من شعب الإيمان. وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة الشهادة ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق وبينهما شعب متفاوتة تفاوتا عظيما منها ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى ويكون إليها أقرب.

وكذلك الكفر ذو أصل وشعب فكما أن شعب الإيمان إيمان فشعب الكفر كفر والحياء شعبة من الإيمان وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر والصدق شعبة من شعب الإيمان والكذب شعبة من شعب الكفر والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان وتركها من شعب الكفر والحكم بما أنزل الله من شعب الإيمان والحكم بغير ما أنزل الله من شعب الكفر والمعاصي كلها من شعب الكفر كما ان الطاعات كلها من شعب الإيمان.

وشعب الإيمان قسمان قولية وفعلية وكذلك شعب الكفر نوعان قولية وفعلية ومن شعب الإيمان القولية شعبة يوجب زوالها زوال الإيمان فكذلك من شعبه الفعلية ما يوجب زوالها زوال الإيمان وكذلك شعب الكفر القولية والفعلية فكما يكفر بالإتيان بكلمة الكفر اختيارا وهي شعبة من شعب الكفر فكذلك يكفر بفعل شعبة من شعبه كالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف فهذا اصل.

وها هنا أصل آخر وهو ان حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل والقول قسمان : قول القلب وهو الاعتقاد وقول اللسان وهوالتكلم بكلمة الإسلام.
والعمل قسمان : عمل القلب وهو نيته وإخلاصه وعمل الجوارح فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة.

فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهومحبته وانقياده كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به وإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم أعمال الجوارح ولا سيما إذا كان ملزوما لعدم محبة القلب وانقياده الذي هو ملزوم لعدم التصديق الجازم كما تقدم تقريره فإنه يلزمه من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح إذ لو أطاع القلب وانقاد أطاعت الجوارح وانقادت ويلزم من عدم طاعته وانقياده عدم التصديق المستلزم للطاعة وهو حقيقة الإيمان فإن الإيمان ليس مجرد التصديق كما تقدم بيانه وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة والانقياد وهكذا الهدى ليس هو مجرد معرفة الحق وتبينه بل هو معرفته المستلزمة لاتباعه والعمل بموجبه وإن سمي الأول هدى فليس هو الهدى التام المستلزم للاهتداء كما أن اعتقاد التصديق وإن سمي تصديقا فليس هو التصديق المستلزم للإيمان فعليك بمراجعة هذا الأصل ومراعاته.

والكفر نوعان كفر عمل وكفر جحود وعناد. الجحود أن يكفر بما علم أن الرسول جاء به من عند الله جحودا وعنادا ، وأما كفر العمل فينقسم إلى ما يضاد الإيمان وإلى ما لا يضاده فالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف وقتل النبي صلى الله عليه وسلم أوسبه يضاد الإيمان وأما الحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعا ولا يمكن أن ينفي عنه اسم الكفر بعد أن اطلقه الله ورسوله عليه فالحاكم بغير ما انزل الله كافر وتارك الصلاة كافر بنص رسول الله ولكن هو كفر عمل لا كفر اعتقاد.

وقد سمى الله سبحانه وتعالى من عمل ببعض كتابه وترك العمل ببعضه مؤمنا بما عمل به وكافرا بما ترك العمل به فقال تعالى (وإذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون. ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسرى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ) سورة البقرة:84-85 فأخبر سبحانه أنهم أقروا بميثاقه الذي أمرهم به والتزموه به وهذا يدل على تصديقهم به أنهم لا يقتل بعضهم بعضا ولا يخرج بعضهم بعضا من ديارهم ثم أخبر أنهم عصوا أمره وقتل فريق منهم فريقا وأخرجوهم من ديارهم فهذا كفرهم بما أخذ عليهم في الكتاب ثم أخبر انهم يفدون من اسر من ذلك الفريق وهذا إيمان منهم بما أخذ عليهم في الكتاب فكانوا مؤمنين بما عملوا به من الميثاق كافرين بما تركوه منه فالإيمان العملي يضاده الكفر العملي والإيمان الاعتقادي يضاده الكفر الاعتقادي.

وهذا التفصيل هو قول الصحابة الذين هم اعلم الأمة بكتاب الله وبالاسلام والكفر ولوازمهما فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم فإن المتأخرين لم يفهموا مرادهم فانقسموا فريقين : فريقا اخرجوا من الملة بالكبائر وقضوا على اصحابها بالخلود في النار وفريقا جعلوهم مؤمنين كاملي الإيمان فهؤلاء غلوا وهؤلاء جفوا وهدى الله اهل السنة للطريقة المثلى والقول الوسط الذي هو في المذاهب كالإسلام في الملل فها هنا كفر دون كفر ونفاق دون نفاق وشرك دون شرك وفسوق دون فسوق وظلم دون ظلم).
st552
st552
رئيس و مدير الموقع
رئيس و مدير الموقع

الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 324
تاريخ التسجيل : 01/11/2009
العمر : 28
الموقع : wa6n.own0.com
المزاج : Co0o0o0o0o0o0L

https://wa6n.own0.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حكم التارك للصلاة تكاسلا Empty رد: حكم التارك للصلاة تكاسلا

مُساهمة من طرف st-552 الثلاثاء فبراير 02, 2010 3:00 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مشكور على الموضوع الحلو .......... وشكراً
st-552
st-552
رئيس و مدير الموقع
رئيس و مدير الموقع

الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 153
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 28
الموقع : www.wa6n.own0.com
المزاج : C00000000000L

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى